أقف حائرة بعد ما وصلت عامي الثلاثين.. كيف جرى العمر مني! كيف أصبحتُ زوجة وأمًّا، ونسيت نفسي بينهم!
أركض، كما العمر بدون لحظة راحة أو تأمل.. لآن أدرك أهمية الوقت.. وقيمة الأيام في غرفتي القديمة..
سريري ومكتبتي وأوراقي المبعثرة.. ودفتر الذكريات...كانت أيامًا لم أكن أطيق صبرًا لتنتهي،
لكن الآن أراها كالحلم.. كطيف الذكرى السعيدة المليئة بالحرّية وحبّ الذات...
الآن ما عدتُ أنا.. أصبحتُ امرأة مختلفة أقوى، وأكثر قدرة على التضحية...
أذكرُ اليوم الذي اكتشفنا فيه مرض طفلتي الصغيرة ذات العامين..
كم شعرتُ أن لا حول لي ولا قوّة.. لا أنسى أبدًا لحظة دخولنا المستشفى..
لا أذكر سوى دموعي وابتسامتها. مثل هذه الاختبارات تُغيّرنا تُشحذنا وتُقوّينا لنصبح أصلب..
والشعر الأبيض الذي يُغرَس فينا ليذكرنا بتلك التجربة ما حيينا..
الحمد لله على كل حال الذي لا يحمد على مكروه سواه..
أقف أمام أمومتي حائرة من ضعفي، وقوّتي، وخوفي، وشجاعتي، من تعبي، ونشاطي، وحالاتي التي لا تنتهي معهم..
لكن لا أسمح لليأس أبدًا أن يكون شريكي... أعلم الآن أن النساء كلّهم شركاء في التجربة والصبر والألم
ليصنعوا جيلاً نقول عنه يومًا ما أنه أفضل من جيلنا..ياليت
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.