اتكتبلها عمر جديد

"لا يجتمع الناس هكذا إلا لشر عظيم"

نعم ...قلت ذلك فى نفسي عندما رأيت الناس تتحرك ذهابا وإيابا بإتجاه السور المطل علي النيل والأمر لايحتاج إلى لحظة من التفكير حتى تتصور أن أحد ما قد ألقى بنفسه فى النهر إن هذه الحادثة تتكرر باستمرار ولا اعلم سبب اختيار هذا المكان تحديدا من المؤكد أن له جانب نفسي بالنسبة للفاعل من المحتمل أن تكون نفسه قد سولت إليه أنه بذلك سينال مبتغاه عاجلا دون تألم ولكن كيف وأن الغرق يجعل الروح تخرج ببطئ شديد ، نعم لقد تخطيت لحظات من الغرق من قبل ولكن كتب الله لي النجاة ولكنى اتذكر الأفكار التى كانت تتضارب فى عقلي حينها حتى أنها كانت تشل اعضائى عن الحركة لقد كانت تلك الأفكار تقتلنى أكثر من الغرق نفسه لقد شعرت حينها أننى اتهاوى فى بئر مظلم وأن الموت يجذبنى إلي القاع وكأنى فريسة له .....

لقد صحوت من ضجيج تلك الذكريات علي صوت أحدهم يقول متعجبا "دى معاها " بعدما تم فحص الشنطة التى وضعتها قبل أن تلقى بنفسها فى المياه لقد كان من ضمن المقتنيات فى تلك الشنطة مفتاح سيارة ونظارة شمس يبدو من شكلها الظاهر أن ثمنها باهظ ، لقد قصد بحماقته السخرية من فعل كهذا وقد دل ذلك علي معنى واحد يتمركز حول المال 

"لا احد يملك المال إلا وكان سعيدا " لقد قال ذلك ونفسه تتوق لحالها ، مسكين لا يعلم أن هناك شقاء لا يذهبه كنوز العالم ،

أعود إلي تلك المسكينة التى تتواري فى ظلمات النيل علي ما يبدو فلا اري لها أي أثر بالاعلي أننى أشعر بالشفقة عليها لو أننى املك شيئا ما تأخرت لحظة ولكن إنها هالكة لا محالة ،

يتسارع الناس فى الازدحام وكأنهم يتوقون إلي مشاهدة لحظات كهذه منذ زمن ، بضع دقائق وجاء رجال الحماية المدنية كانوا يقفون علي حافة النهر بينما كان أحدهم يقول بصوت عالي هناك صرخات بالاسفل إنها حية...

لقد منحها الله فرصة أخرى لان تعيش ، عندما يتمنى المرء الموت ويتحول التمنى إلي فعل مؤذى للنفس ماذا يكون الدافع حينها إلا اليأس فلا يوجد عاقل يمكنه أن يفعل ذلك ، اتسأل ولا أجد جوابا عن نوع الحياة التى ستعيشها تلك الفتاة العائدة من الموت كما اسميتها ، كان بينها وبين الموت مجرد لحظات وقد كانت حياتها علي المحك لولا أن كتب الله لها النجاة ، هل ستدرك قيمة روحها التى كادت أن تهلك لولا أن الله منحها فرصة أخري ؟

وهل ستدرك الحكمة التى عاشت من أجلها ؟

وكيف ستتوارى عن كل تلك الاعين التى ترمقها بعين الشفقة ؟

كل تلك التسؤلات تتسلل إلى عقلي منذ البارحة اتمنى أن يشفى الله روحها .

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرتنا الإلكترونية

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

نبذة عن الكاتب

"إننى اتنفس من خلال الكتابة ولا شىء يمكنه أن يرمم روحى إلا الكتابة إنها تجعلنى اهرب من هذا العالم واعود إليه مرة أخرى مع تلك النقطة التى اضعها فى منتهى الحديث"

المقالات الجديدة
سبتمبر ١٣, ٢٠٢٢, ٥:٤٠ م - zanemad
سبتمبر ٩, ٢٠٢٢, ١:٢٣ ص - zanemad
سبتمبر ٩, ٢٠٢٢, ١٢:٥٦ ص - zanemad
سبتمبر ٩, ٢٠٢٢, ١٢:٤٦ ص - zanemad
المقالات الأكثر قراءة
يوليو ١٨, ٢٠٢٢, ١٠:٢٣ ص - حمدى حسن عبد السيد
أغسطس ٢٨, ٢٠٢٢, ٨:٥٨ ص - إسراء محمد
مايو ٣١, ٢٠٢٢, ٢:١٧ ص - إسراء محمد
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٣٢ م - عبدالمهيمن محمد احمد
يونيو ٢٧, ٢٠٢٢, ٧:٠١ م - تسنيم محمد مكي