أتذكّرُ تلك الأيام الجميلة الخالية من الهموم.. الأيام التي كنّا نستيقظ فيها، ويستيقظ معنا الأمل والنشاط..
الأيام التي كانت فيها عيوننا لا تذرف الدموع إلّا بسبب توبيخ والدينا.. أو وقوعنا على الأرض بسبب لعبنا..
أفتقد أيامي فهل عساها تعود؟ أيا ليتها تعود...!
تكبر لتكتشف أن الحياة التي كنت تعيشها قديمًا ما هي إلا مجرّد حلم قصير وانتهى..
لتستيقظ على واقع مرير الحال لا يريك إلّا الصفعات والخيبات.. لا يريك إلا السلب، والفقد، والموت..
لكن المحزن بالأمر أنك لم تفعل شيئًا لتتلقى كم هذه الأشياء المحزنة، هي فقط تجسيد لمقولة ظروف الحياة..
قطار الحياة الذي يركبك في أول مقصورة لتكون أول خيبة تتلقاها، ثم إلى المقصورة الثانية والثالثة وهكذا إلى الأخيرة؛ فلا أنت المستوعب لفكرة الوصول، ولا أنت الواصل بخير، ولا أنت الذي يستطيع النزول لإكمال هذه الحياة...!
ليتنا لم نكبر إلى هذا الحد...! لم نجد في الكبر إلّا الفقد، والخيانة، والفقر، ومرارة العيش..
أصبحنا نستيقظُ في الصباح.. آملين أن يعود الليل ليستر بكاءنا وآلامنا..
اشتقنا لقهقهة ضحكاتنا، ما عاد هناك طعم لها..
كلّها أصبحت صفراء باهتة، جمعاتنا ينقصها فرد ما، لذّة أحلامنا أصبحت بلا طعم، لعلّ كروبنا تنتهي ..
لعلّنا في يوم من الأيام نستيقظ من هذه الكوابيس.. لعلّنا نحيا حياةً مطمئنةً بعيدة عن الأحزان..
ألا يكون للألم متسع في قلوبنا، وأن تكون حياتنا لوحة مليئة بالألوان، لعلّها تعود أيامنا، قد اشتقنا، ما عدنا نحن ولم نعود، فهل نعود؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.